» شهادة الإمام الباقر (عليه السلام)   » ذكرى شهادة الإمام الجواد عليه السلام   » خليفة الله (1)   » من سيرة الإمام الرضا عليه السلام   » ديّان دينه (2)   » السؤال مفتاح المعرفة   » ديّان دينه (1)   » سألت الرضا عليه السلام   » الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف رحمة الله الواسعة (4)   » باب الله (4)  

» سؤال وجواب » الركن الحسيني » من دفن الأمام الحسين

مرجع التقليد: السيد علي السيستاني - تاريخ الإرسال: 19/12/2010م - 12:35 م - عدد القراء: 2435
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عظم الله أجورنا وأجوركم بأستشهاد الأمام أبي عبدالله الحسين عليه السلام

من قام بدفن الأمام الحسين عليه السلام هل هو الأمام السجاد كما يقول الخطباء أم

بني أسد واهل القرى كما ذكر في زيارة الناحية المقدسة (السلام على من دفنه أهل القرى)

وشكرا

حفظكم الله وأطال الله في عمركم في خدمة أهل البيت

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم .. اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد الطيبين الطّاهرين .

سلام ودعاء ، تحية وثناء ، وشكرٌ على تواصلكم ..

 

المشهور الذي تميل إليه النفس لوجود النصوص والشواهد هو دفن الإمام زين العابدين (ع) لجسد أبيه الإمام الحسين (ع) وأجساد أهل بيته (ع) وأصحابه (ع) ..

ويؤيّد ذلك ما رواه الكشّي في رجاله عن الإمام الرضا (ع) المتضمّن تقرير الواقعة، وأن علي بن الحسين (ع) هوالذي دفن أباه (ع) صراحة، فقد ذكر ذلك في ترجمة ابن السراج وابن البطائني وابن المكاري في حديث طويل، وفيه : فقال له علي ـ يعني ابن أبي حمزة البطائني ـ : إنّا روينا عن آبائك أن الإمام لا يلي أمره إلاّ إمام مثله.. فقال له أبو الحسن (ع) : فأخبرني عن الحسين بن علي (ع) كان إماماً أو كان غير إمام ؟ قال: كان إماماً.. قال: فمن وَلِيَ أمرَه ؟ فقال : علي بن الحسين .. قال : وأين كان عليُّ بن الحسين ؟ قال : كان مـحبوساً في يد عبيد الله بن زياد في الكوفة ، خرج وهم كانوا لا يعلمون حتى وَلِيَ أمر أبيه، ثم انصرف.

فقال له أبو الحسن (ع) : إن هذا الذي أمكن عليّ بن الحسين أن يأتي من كربلاء فيَلي أمر أبيه فهو أمكن صاحب هذا الأمر أن يأتي بغداد فيلي أمر أبيه ثم ينصرف، وليس هو في حبس ولا في إساءة . ( راجع رجال الكشي ص (289)، وقد نصّت روايات أخرى على أنّ الإمام لا يلي أمره إلا إمام ، إما ظاهراً وإما بطريق الخفاء ، كما في بحار الأنوار (27/288 - 291) و (45/169) وفيها أخبار تدل نصاً وتقريراً على ذلك)

 

والقول المقابل لهذا هو القول بدفن بني أسد للإمام الحسين (ع) ، وهو قول بعض القدماء ، إلاّ أنّه يمكننا الجمع بين القولين، فيمكن حمل القول الثاني على معاونتهم للإمام السجاد (ع) في دفن أبيه (ع) ، ومثل ذلك ما جاء في زيارة الّناحية المقدّسة: " السّلام على من دفنه أهل القرى " . ( جزءٌ من زيارة عاشوراء المعروفة بالناحية المقدسة، ذكرها الشيخ المفيد في كتاب المزار ص (165 - 171)، ونقلها عنه في البحار (98/317 - 328) )

وما يرد في كتب الحديث من هذا القبيل مـحمول على معاونة الإمام السّجاد (ع) في دفن أبيه (ع) ، كرواية بحار الأنوار المنقولة عن مصباح الشيخ أبي منصور أنه دخل النبي (ص) يوماً إلى فاطمة - حتّى قال: - وأما الحسين (ع) فإنه يُظلم، ويُمنع حقّه، وتُقتل عترته، وتطؤه الخيل، ويُنهب رحلة، وتُسبى نساؤه وذراريه، ويُدفن مرمّلاً بدمه، ويدفنه الغرباء. قال علي (ع) : فبكيت، وقلت هل يزوره أحد ؟ فقال: يزوره الغرباء. ( راجع بحار الأنوار (98/44) )

وكذلك رواية الشيخ المفيد في الإرشاد، وفيها: ولما رحل ابن سعد خرج قوم من بني أسد كانوا نزولاً بالغاضرية إلى الحسين وأصحابه فصلّوا عليهم، ودفنوا الحسين (ع) حيث قبره الآن. ( راجع الإرشاد ص (2/113)، ومثله في اللهوف ص (127) ) 

والحجّة في المقام هي الرواية المعتبرة التي رواها الكشي ، وقد أورد العلاّمة الفاضل الدّربندي في أسرار الشهادات خبراً يؤدّي إلى دفن السجاد (ع) جسد أبيه (ع) كما تقدّم.

 

وأورد شيخ الطّائفة الطّوسي في أماليه والشيخ الصّدوق في أماليه بأسانيد معتبرة خبراً مفاده أنّ النّبي (ص) هو الذي دفن ولده الحسين (ع) .. فرويا عن الإمام الصّادق (ع) أن أم سلمة زوجة النبي (ص) أصبحت يوماً تبكي بكاءً شديداً، فقيل لها : ممّ بكاؤك ؟ قالت: لقد قتل الحسين (ع) الليلة، وذلك أني ما رأيت رسول الله (ص) منذ مضى إلاّ الليلة، فرأيته شاحباً كئيباً.. فقلت: مالي أراك يا رسول الله شاحباً كئيباً ؟ فقال: ما زلت الليلة أحفر القبور للحسين وأصحابه . ( راجع أمالي الشيخ الطوسي ص (119)، وأمالي الصدوق (1/89). وهذا المعنى متكرّر في كتب الحديث، وروي في المناقب لابن شهراشوب (4/55) أخباراً عن عدة طرق من الجمهور، وقد روي في أمالي الشيخ الصدوق (1/322) : عن أم سلمة: أنّها أصحبت تصرخ صراخاً عظيماً، وهي تقول: يا بنات عبد المطلب أسعدنني وابكينّ معي، فقد قتل سيدكنّ الحسين ، فقيل لها: من أين علمت ذلك ؟ فقالت: رأيت رسول الله شعثاً مذعوراً، فسألته عن شأنه، فقال: قُتل ابني الحسين وأهل بيته، فدفنتُهم، والسّاعة فرغت من دفنهم.

وفيه (1/323): عن ابن عباس في رواية ابن جبير عن أم سلمة أيضاً في حديث طويل جاء فيه قولها: فلما كانت الليلة القابلة رأيت رسول الله أغبر أشعث، فسألته عن شأنه ، فقال: ألم تعلمي أني فرغت من دفن الحسين وأصحابه )

 

ونسألكم الدعاء .