» سؤال وجواب » الركن الحسيني » الشيعة قتلوا الحسين
مرجع التقليد: السيد السيستاني حفظه الله - تاريخ الإرسال: 18/12/2010م - 3:48 م - عدد القراء: 644
السؤال:
بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته نعلم ان جيش عمر بن سعد لعنه الله على اقل تقدير كان 30 الف مقاتل . السؤال من اين جاء هذا العدد هل كلهم من الكوفه ام من الشام .كثير مانسمع من اخوتنا السنه ويعيبون علينا بانا اهل الكوفه من قتل الحسين ع على اعتبار ان التاريخ يذكر جيش الكوفه وشكرا الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم .. اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد الطيبين الطّاهرين . سلام ودعاء ، تحية وثناء ، وشكرٌ على تواصلكم .. الشق الأوّل من السؤال : تتفاوت النصوص في تعيين العدد الذي خرج لحرب الإمام الحسين (ع) ، والمشهور أن الذين خرجوا عليه كانوا من الكوفة ، وتدلّ بعض النصوص التاريخية على الإستعانة بجيوش من غير الكوفة لتدعيم جيش عمر بن سعد (لع) الذي كان تحت إمرة عبيد الله بن زياد (لع) أمير الكوفة الوالي من قبل يزيد بن معاوية (لع) ، وسأنشر بحثا في القسم الخاص في هذا الموضوع حين الفراغ منه إن شاء الله تعالى . الشق الثاني : هذه شبهة يروّج لها أعداء أهل البيت (ع) في هذه العصور وهدفهم تشويه صورة أتباع أهل البيت (ع) وشيعتهم ليس إلاّ ، ويكرّر بعض الأصوات النشاز أنّ الشيعة هم الذين قتلوا الإمام الحسين (ع) وهم الذين يبكون عليه بكل بساطة ! والصحيح أنّ الذين قتلوا الحسين (ع) هم شيعة أبي سفيان ، الذين خاطبهم (ع) يوم عاشوراء : ( يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون يوم المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم هذه , وارجعوا الى أحسابكم إن كنتم عُرُباً كما تزعمون) . أعيان الشيعة / الامين : 1 / 609. ومواقفهم منه (ع) يوم عاشوراء تدل على عكس ذلك تماماً ، فهم من حاصروه وروعوا أهله ومنعوه من الماء وأجابوا بريراً حين عاتبهم على منعهم الماء عنه : يا برير قد أكثرت الكلام فاكفف والله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله ، يقصدون عثمان بن عفّان !! فلا يمكن ان يكون هؤلاء شيعة بحال من الأحوال . وقد أثبت التاريخ أن الشيعة وأعيانهم قد زجوا في السجون وأعدم بعضهم وسفّروا وابعدوا من الكوفة إبّان وقعة كربلاء ، واستطاع قسم منهم أن يصل إلى كربلاء ويقاتل مع الحسين (ع) .
أما الأسماء المعروفة التي تصدّت لقتاله (ع) كعمر بن سعد وشبث بن ربعي وغيرهم فإنّه لم تصنّف في المصادر في شيعة أهل البيت (ع) ، أما كون بعضهم تحت إمرة أمير المؤمنين (ع) فلا يدلّ على تشيّعهم قطعاً ، فكثير من الجمهور انضووا تحت رايته باعتباره الخليفة الرابع الذي يقود الخلافة ليس إلاّ ، لا باعتبار عصمته وإمامته بالنص النبوي وما إلى ذلك . وقال السيد محسن الامين في كتابه أعيان الشيعة : 1/585 : حاش لله أن يكون الذين قتلوه هم شيعته, بل الذين قتلوه بعضهم أهل طمع لا يرجع إلى دين, وبعضهم أجلاف أشرار, وبعضهم اتبعوا رؤساءهم الذين قادهم حب الدنيا إلى قتاله, ولم يكن فيهم من شيعته ومحبيه أحد, أما شيعته المخلصون فكانوا له أنصاراً وما برحوا حتى قتلوا دونه ونصروه بكل مافي جهدهم إلى آخر ساعة من حياتهم وكثير منهم لم يتمكن من نصره أو لم يكن عالماً بأن الأمر سينتهي إلى ما انتهى إليه وبعضهم خاطر بنفسه وخرق الحصار الذي ضربه ابن زياد على الكوفة وجاء لنصره حتى قتل معه, أما ان أحداً من شيعته ومحبيه قاتله فذلك لم يكن, وهل يعتقد أحد إن شيعته الخلص كانت لهم كثرة مفرطة ؟ كلا, فما زال أتباع الحق في كل زمان أقل قليل ويعلم ذلك بالعيان وبقوله تعالى : ( وقليل من عبادي الشكور ) . انتهى .
وهذه الأقاويل تهدف كذلك إلى صرف الأنظار عن القاتل الأصلي الذي أمر بقتله (ع) كما دلّت المصادر التاريخية ، وهو يزيد بن معاوية (لع) الذي كان يراقب التحركات ويباشر الأمر والنهي في الموقف .. فقد ذكر ابن كـثير في البداية والنهاية 5 / 672 : أنّ يزيد كتب إلى ابن زياد : قد بلغني أن الحسين قد توجه إلى نحو العراق , فضع المناظر والمسالح واحبس على الظنة وخذ على التهمة , غير أن لا تقتل إلاّ من قاتلك واكتب إليَّ في كل ما يحدث من خبر والسلام . فتأمّل في المقطع الأخير : (لا تقتل إلاّ من قاتلك) أي ان الحسين إذا قاتلك فاقتله !! وفي نفس المصدر : عن الزبير بن بكار قال: كتب يزيد إلى ابن زياد: انّه قد بلغني أنّ حسيناً قد سار إلى الكوفة وقد ابتلي به زمانك من بين الأزمان وبلدك من بين البلدان , وابتليت أنت به بين العمال , وعندها تعتق أو تعود عبداً كما ترق العبيد وتعبّد , فقتله ابن زياد وبعث رأسه إليه .
وهذه إشارة واضحة من يزيد (لع) إلى ابن زياد (لع) بإطلاق يده في قتل الإمام الحسين (ع) . فالأسماء الذين سطّرهم الإمام الصادق (ع) في زيارة عاشوراء إبتداءً بيزيد وعبيدالله بن زياد وانتهاءً بعمر بن سعد وشمر (لع) هم قتلة الإمام الحسين (ع) وليسوا شيعة أهل البيت (ع) ، وما يشهده العالم من الشعائر الحسينية والبكاء عليه (ع) هو بكاء الحب له المأمور من قبل أئمتنا (ع) , وعملاً بسيرة النبي الأكرم (ص) الواضحة في هذا المجال . ونسألكم الدعاء . |