» شهادة الإمام الباقر (عليه السلام)   » ذكرى شهادة الإمام الجواد عليه السلام   » خليفة الله (1)   » من سيرة الإمام الرضا عليه السلام   » ديّان دينه (2)   » السؤال مفتاح المعرفة   » ديّان دينه (1)   » سألت الرضا عليه السلام   » الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف رحمة الله الواسعة (4)   » باب الله (4)  

» سؤال وجواب » سـيرة » ماذا يعني الامام الحسين (ع)

مرجع التقليد: السيد صادق الشيرازي (دام ظله) - تاريخ الإرسال: 14/12/2010م - 3:09 م - عدد القراء: 1690
السؤال:

السلام عليكم

عظم الله اجوركم باستشهاد الامام الحسين (ع)

ما هو الرد العلمي الرصين على ما يطعننا من خلاله البعض وهو الرواية المروية عنه(ع) : ( خذلنا شيعتنا )؟ وما هو توجية الرواية ؟ وسندها؟

ولكم مني الاحترام والتقدير....

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم .. اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد الطيبين الطّاهرين .
سلام ودعاء ، تحية وثناء ، وشكرٌ على تواصلكم ..

نعم ، يعيش البعض على وهم رغم وضوح الحقيقة ، ويتغنى البعض بهذه المعزوفة التي أكل الدهر عليها وشرب ، فيقول: أن الذين قتلوا الحسين عليه السلام هم شيعته أنفسهم الذين يبكونه اليوم ، ويستدل بالقطعة التاريخية التي جاءت على لسانه (ع) : خذلتنا شيعتنا في العراق !
والصحيح هو أنّ الذين قتلوا الحسين (عليه السلام) هم شيعة فعلاً ، لكنّهم شيعة آل أبي سفيان، ويدل على ذلك قول الحسين (عليه السلام) نفسه لهم في يوم عاشوراء : (ويلكم يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون يوم المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم هذه, وارجعوا الى أحسابكم ان كنتم عرباً كما تزعمون) . أعيان الشيعة : 1/609.

وهذه مواقفهم تدل على أنهم شيعة لآل أبي سفيان ، فهم من قتلوه وابادوا أهل بيته بعد أن منعوهم الماء وهذه ليست افعال شيعة أهل البيت (ع) ! ولا يخفى أن الأمويين قد زجّوا الشيعة الكوفيين في سجونهم ، فهم يمثّلون سبع سكّانها ، ومنهم من اعدمتهم السلطة ، ومنهم من سُفّر الى الموصل وخراسان، ومنهم من شرّد ، وقد حال الأمويون دون بعضهم ودون الحسين (عليه السلام) .. فهؤلاء لم يقتلوا الحسين عليه السلام . أما الحديث عن وضع الكوفة بالنسبة لتولّيها أمير المؤمنين عليه السلام وتشيّعها فإنّه حين أراد أن ينهاهم عن صلاة التراويح ضجّوا في وجهه وتنادوا : وا سنّة عمراه .

ويقول السيد محسن الامين في كتابه أعيان الشيعة : 1/585: حاش لله أن يكون الذين قتلوه هم شيعته, بل الذين قتلوه بعضهم أهل طمع لا يرجع إلى دين, وبعضهم أجلاف أشرار, وبعضهم اتبعوا رؤساءهم الذين قادهم حب الدنيا إلى قتاله, ولم يكن فيهم من شيعته ومحبيه أحد, أما شيعته المخلصون فكانوا له أنصاراً وما برحوا حتى قتلوا دونه ونصروه بكل مافي جهدهم إلى آخر ساعة من حياتهم وكثير منهم لم يتمكن من نصره أو لم يكن عالماً بأن الأمر سينتهي إلى ما انتهى إليه وبعضهم خاطر بنفسه وخرق الحصار الذي ضربه ابن زياد على الكوفة وجاء لنصره حتى قتل معه, أما ان أحداً من شيعته ومحبيه قاتله فذلك لم يكن, وهل يعتقد أحد إن شيعته الخلص كانت لهم كثرة مفرطة ؟ كلا, فما زال أتباع الحق في كل زمان أقل قليل ويعلم ذلك بالعيان وبقوله تعالى : ( وقليل من عبادي الشكور ) .
ولا ننكر كون الكوفة تشتمل على أعلام الشيعة الخلّص ، وهم الذين استشهدوا بين يدي الحسين عليه السلام ، وفيها كذلك عامة الناس الذي هواهم حبّ أهل البيت عليهم السلام ، وهؤلاء شيعة ايضاً عموماً ، لكنهم ليسوا بخواص الشيعة قطعاً ، ويحمل كلام المؤرخين ووصفهم للكوفة بالتشيّع على هذا المعنى العام ، وهم من يحبون أهل البيت عليهم السلام من دون تفصيل في اتباعهم لهم في أصول الإعتقاد ولا اعتقاد بإمامتهم الإلهية .

أمّا الدليل الواضح فإنّه لم يذكر علماء الرجال أسماء قتلة الحسين عليه السلام ضمن رجال الشيعة أبداً ، وكان بعضهم تحت إمرة أمير المؤمنين عليه السلام باعتباره قائداً للدولة ينضوي تحت رايته الجميع ، فكل الأطياف تتنافس للكون تحت امرته ، وليس هؤلاء شيعة له بالضرورة ، فبعضهم منهم يعتبره مجرد الخليفة الرابع ، وبعضهم موظف في دولته فهو يقوم بتكاليف وظيفته ليس إلاّ تجاه رئيس دولته ، وحتّى مراسلة الكوفة للحسين (عليه السلام) يدعونه للقدوم إلى الكوفة فإنّه لا يدل على أنهم شيعته ، فبعضهم كان يرى فيه أهليّة الخلافة ويرونه مقدّساً ويعترفون له بمكانة خاصة ، وهذا كلّه شيء والإعتراف بإمامته الإلهية شيء آخر ، فهؤلاء شيعة بالمعنى الأعم ، وليسوا شيعة بالمعنى الخاص .
ونسألكم الدعاء .