مرجع التقليد: السيستاني - تاريخ الإرسال: 10/12/2010م - 1:20 م - عدد القراء: 3183
بسم الله الرحمن الرحيم .. اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد الطيبين الطّاهرين .
سلام ودعاء ، تحية وثناء ، وشكرٌ على تواصلكم ..
ينبغي أن يُشار هنا إلى نقاط مهمّة في موضوع الإستخارة ..
أوّلاً : أنّ الإستخارة نوع من أنواع الدّعاء والتوجّه إلى الله تعالى بغرض طلب الهداية وتوضيح السبيل منه سبحانه لعلمه بعواقب الأمور ، فينبغي عدم التردّد في العمل بها بعد العلم بنتيجتها وينبغي أن تكون الاستخارة في مورد الحيرة حقيقة .
ثانياً : إنّما يلجأ العبد إلى الإستشارة بعد مرحلتين مهمّتين ، الأولى هي الإمعان وإعمال العقل والتفكير في سلبيّات الأمر وإيجابياته ، فإن العقل سيهديه للحق ، فهو مرآته إلى الحق ونوره الذي به يهتدي إلى طريق الهدى ، فإذا تعذّر ذلك إستشار العاقل من أصحاب الدّين ، فإن أمير المؤمنين (ع) قال : ما خاب من استشار ، وقال (ع) : الإستشارة عين الهداية ، فإذا تعذر الطريقان أو لم يصل معهما إلى نتيجة قاطعة ، استشار الله واستخاره لترجيح الإقدام على العمل أو تركه ، وقال بعض العلماء أنه يمكن أن تكون الإستخارة ابتداءً أيضاً .
ثالثا : لا يستخير العبد على الواجبات ولا المستحبات ، ويمكن أن يستخير على تعيين مورد فيهما ، مثلاً : لا يستخير على أصل الزواج ، بل يستخير على وقته إذا تردّد لبعض الظروف ، أو يستخير على زوجة معيّنة يختارها من بين زوجتين .
رابعاً : الإستخارة لها طرق شرعية وآداب ودعاء ، تجدها في كتب مفاتيح الجنان وكتب الأدعية ، وينبغي الإقتصار فيها على المأثور الوارد عن أهل البيت (ع) ، وتروى طرق في كتب المجرّبات أيضاً ، ويحتمل في بعضها المحكي عن كبار الفقهاء أنّها مرويات خاصة ، كما نرى في بعض إجازات الرواية طرقاً منسوبة إلى بعض الأساطين والأكابر .
خامساً : من الكتب المهمة في الإستخارة كتاب الأبواب في طرق الإستخارة للسيد ابن طاووس (ره) وفيه طرق مروية عن أهل البيت (ع) بتفصيل .
سادساً : يمكن إعادة الإستخارة في موارد عدم وضوحها أو التردّد في النيّة أو انقضاء مدّة عليها ، ويفضّل بعض العلماء أن يتصدّق الإنسان إذا أقدم عليها مرة ثانية من غير عذر ، وإلاّ فيفترض أن لا تكون الاستخارة مكررة إلا بعد تبدل الموضوع أو تبدل بعض خصوصياته.
سابعا : أن لا تكون الاستخارة في امر محرم (كقطع الرحم) أو مرجوح (كسفر خال من أي داع عقلائي) .
ثامنا : وينبغي أخيراً التحذير من كثرة الإستخارة ، ففي كثير من الأحيان يغلب الإفراط عند البعض بحيث يهمل الإنسان عقله ومشورة إخوته الصالحين ، وينبغي التحذير كذلك من الإستخارة بالقرآن من غير علم أو إلمام كاف بآيات القرآن ومراميه ، فإنه يعتمد على المعرفة والذوق المترتب على المعرفة ، وينبغي التحذير من الفهم الخاطئ للخيرة أيضاً ، فكثيراً ما يستخير البعض على أمر بغرض السؤال هل يقع هذا الأمر أو لا يقع ! وهذا ليس المراد من الخيرة كما تقدم .
الجواب : إذا كانت تكرار الإستخارة بغير عذر أو سبب فإنما يعتد على الإستخارة الأولى ، وإذا كان بعذر فيعمل بالإستخارة الجديدة .
ونسألكم الدعاء .