» شهادة الإمام الباقر (عليه السلام)   » ذكرى شهادة الإمام الجواد عليه السلام   » خليفة الله (1)   » من سيرة الإمام الرضا عليه السلام   » ديّان دينه (2)   » السؤال مفتاح المعرفة   » ديّان دينه (1)   » سألت الرضا عليه السلام   » الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف رحمة الله الواسعة (4)   » باب الله (4)  

» سؤال وجواب » اسئلة عامة » عن الخيرة

مرجع التقليد: السيستاني - تاريخ الإرسال: 10/12/2010م - 1:20 م - عدد القراء: 3183
السؤال:

السلام عليكم

ومأجورين وعظم الله لكم الاجر

لو سمحت شيخنا ممكن تجاوب على سؤالي بأسرع وقت



بخصوص الخيرة قلت لأبوي ياخذ خيرة واخذها عند سيد وطلعت الخيرة انه فيها تعب وانها ليست جيدة واخذها في نفس الليلة وطلعت ليست صالحة. وبعد يومين او 3 اخذتها والدتي واصبحت ممتازة وجيدة جدا والموضوع لم يتغير، هل تصلح الخيرة ام لا عندما اخدوها 3 مرات وايهما اتبع؟

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم .. اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد الطيبين الطّاهرين .
سلام ودعاء ، تحية وثناء ، وشكرٌ على تواصلكم ..

ينبغي أن يُشار هنا إلى نقاط مهمّة في موضوع الإستخارة ..

أوّلاً : أنّ الإستخارة نوع من أنواع الدّعاء والتوجّه إلى الله تعالى بغرض طلب الهداية وتوضيح السبيل منه سبحانه لعلمه بعواقب الأمور ، فينبغي عدم التردّد في العمل بها بعد العلم بنتيجتها وينبغي أن تكون الاستخارة في مورد الحيرة حقيقة .


ثانياً : إنّما يلجأ العبد إلى الإستشارة بعد مرحلتين مهمّتين ، الأولى هي الإمعان وإعمال العقل والتفكير في سلبيّات الأمر وإيجابياته ، فإن العقل سيهديه للحق ، فهو مرآته إلى الحق ونوره الذي به يهتدي إلى طريق الهدى ، فإذا تعذّر ذلك إستشار العاقل من أصحاب الدّين ، فإن أمير المؤمنين (ع) قال : ما خاب من استشار ، وقال (ع) : الإستشارة عين الهداية ، فإذا تعذر الطريقان أو لم يصل معهما إلى نتيجة قاطعة ، استشار الله واستخاره لترجيح الإقدام على العمل أو تركه ، وقال بعض العلماء أنه يمكن أن تكون الإستخارة ابتداءً أيضاً .


ثالثا : لا يستخير العبد على الواجبات ولا المستحبات ، ويمكن أن يستخير على تعيين مورد فيهما ، مثلاً : لا يستخير على أصل الزواج ، بل يستخير على وقته إذا تردّد لبعض الظروف ، أو يستخير على زوجة معيّنة يختارها من بين زوجتين .


رابعاً : الإستخارة لها طرق شرعية وآداب ودعاء ، تجدها في كتب مفاتيح الجنان وكتب الأدعية ، وينبغي الإقتصار فيها على المأثور الوارد عن أهل البيت (ع) ، وتروى طرق في كتب المجرّبات أيضاً ، ويحتمل في بعضها المحكي عن كبار الفقهاء أنّها مرويات خاصة ، كما نرى في بعض إجازات الرواية طرقاً منسوبة إلى بعض الأساطين والأكابر .


خامساً : من الكتب المهمة في الإستخارة كتاب الأبواب في طرق الإستخارة للسيد ابن طاووس (ره) وفيه طرق مروية عن أهل البيت (ع) بتفصيل .


سادساً : يمكن إعادة الإستخارة في موارد عدم وضوحها أو التردّد في النيّة أو انقضاء مدّة عليها ، ويفضّل بعض العلماء أن يتصدّق الإنسان إذا أقدم عليها مرة ثانية من غير عذر ، وإلاّ فيفترض أن لا تكون الاستخارة مكررة إلا بعد تبدل الموضوع أو تبدل بعض خصوصياته.


سابعا : أن لا تكون الاستخارة في امر محرم (كقطع الرحم) أو مرجوح (كسفر خال من أي داع عقلائي) .


ثامنا : وينبغي أخيراً التحذير من كثرة الإستخارة ، ففي كثير من الأحيان يغلب الإفراط عند البعض بحيث يهمل الإنسان عقله ومشورة إخوته الصالحين ، وينبغي التحذير كذلك من الإستخارة بالقرآن من غير علم أو إلمام كاف بآيات القرآن ومراميه ، فإنه يعتمد على المعرفة والذوق المترتب على المعرفة ، وينبغي التحذير من الفهم الخاطئ للخيرة أيضاً ، فكثيراً ما يستخير البعض على أمر بغرض السؤال هل يقع هذا الأمر أو لا يقع ! وهذا ليس المراد من الخيرة كما تقدم .


الجواب : إذا كانت تكرار الإستخارة بغير عذر أو سبب فإنما يعتد على الإستخارة الأولى ، وإذا كان بعذر فيعمل بالإستخارة الجديدة .
ونسألكم الدعاء .