» سؤال وجواب » الركن الحسيني » التربة الحسينية
مرجع التقليد: السيد محمد حسين فضل الله - تاريخ الإرسال: 11/12/2010م - 9:42 ص - عدد القراء: 1693
السؤال:
عندى تربة من داخل ضريح الامام الحسين (ع) كيف اتبرك بها؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم .. اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد الطيبين الطّاهرين . أفتى الفقهاء بحرمة أكل الطين واستثنوا طين قبر الإمام الحسين عليه السلام للاستشفاء ، فإن في تربته المقدسة الشفاء من كل داء، ولا يجوز أكلها لغير الاستشفاء، ولا أكل ما زاد عن قدر الحمصة المتوسطة، والقدر المتيقن من محل أخذ التربة هو القبر الشريف وما يقرب منه على وجه يلحق به عرفا، ولعله كذلك الحائر المقدس بأجمعه ، وفي بعض الأخبار يؤخذ طين قبر الحسينمن عند القبر على سبعين ذراعا، وفي بعضها طين قبر الحسين (ع) فيه شفاء وإن أخذ على رأس ميل، بل وفي بعضها أنه يستشفى مما بينه وبين القبر على رأس أربعة أميال، بل وفي بعضها على عشرة أميال، وفي بعضها فرسخ في فرسخ، بل وروي إلى أربعة فراسخ. ويمكننا حمل هذا الإختلاف على تفاوت مراتبها في الفضل . ويتم تناول التربة المقدسة للإستشفاء، إما بازدرادها وابتلاعها، وإما بحلها في الماء وشربه، أو بأن يمزجها بشربة ويشربها . وهذه روايات مهمة في الباب ننقلها عن مزار البحار وكامل الزيارات ومصباح الكفعمي : وعن سعد بن سعد قال: (سألت أبا الحسن(ع) عن الطين؟ فقال: أكل الطين حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير إلا طين الحائر، فإن فيه شفاء من كل داء وأمنا من كل خوف) . وروي: أن رجلا سأل الصادق (ع) فقال: إني سمعتك تقول: أن تربة الحسين (ع) من الأدوية المفردة، وأنها لا تمر بداء إلا هضمته. فقال: قد قلت ذلك فما بالك؟ قلت: إني تناولتها فما انتفعت بها. قال: أما أن لها دعاء فمن تناولها ولم يدع به واستعملها لم يكد ينتفع بها. قال: فقال له: ما يقول إذا تناولها؟ قال تقبلها قبل كل شيء وتضعها على عينيك، ولا تناول منها أكثر من حمصة، فإن تناول منها أكثر فكأنما أكل من لحومنا ودمائنا...) وعن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله(ص2) قال: إذا تناول أحدكم من طين قبر الحسين (ع) فليقل: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ الْمَلَكِ الَّذِي تَنَاوَلَهُ، وَالرَّسُولِ الَّذِي بَوَّأَهُ، وَالْوَصِيِّ الَّذِي ضُمِّنَ فِيهِ، أَنْ تَجْعَلَهُ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ كَذَا وَكَذَا وَيُسَمِّي ذَلِكَ الدَّاءَ. وعن أبي جعفر الموصلي أن أبا جعفر (ع) قال: إذا أخذت طين قبر الحسين فقل: اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذِهِ التُّرْبَةِ وَبِحَقِّ الْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِهَا والْمَلَكِ الَّذِي كَرَبَهَا وَبِحَقِّ الْوَصِيِّ الَّذِي هُوَ فِيهَا صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ هَذَا الطِّينَ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ أَمَاناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ. فإن فعل ذلك كان حتما شفاء من كل داء و أمانا من كل خوف. قال: ثم قال (ع) : إن الملك الذي أخذها جبرائيل(ع) وأراها النبي (ع) فقال: هذه تربة ابنك هذا تقتله أمتك من بعدك، والنبي الذي قبضها فهو محمد رسول الله (ص1) وأما الوصي الذي حل فيها فهو الحسين بن علي(ع) سيد الشهداء. قلت: قد عرفت الشفاء من كل داء، فكيف الأمان من كل خوف؟ قال: إذا خفت سلطان أو غير ذلك، فلا تخرج من منزلك إلا ومعك من طين قبر الحسين (ع) وقل إذا أخذته: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذِهِ طِينُ قَبْرِ الْحُسَيْنِ وَلِيِّكَ وَابْنِ وَلِيِّكَ أَخَذْتُهَا حِرْزاً لِمَا أَخَافُ وَلِمَا لا أَخَافُ. فإنه قد يرد عليك ما لا تخاف. قال الرجل: فأخذتها كما قال، فصح بدني وكان لي أمانا من كل ما خفت وما لم أخف، كما قال (ع)، فما رأيت بحمد الله بعدها مكروها . اللَّهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ اجْعَلْهُ عِلْماً نَافِعاً، وَرِزْقاً وَاسِعاً، وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَسُقْمٍ، وَآفَةٍ وَعَاهَةٍ، وَجَمِيعِ الأَوْجَاعِ كُلِّهَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. وتقول: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ التُّرْبَةِ الْمُبَارَكَةِ الْمَيْمُونَةِ وَالْمَلَكِ الَّذِي هَبطَ بِهَا وَالْوَصِيِّ الَّذِي هُوَ فِيهَا صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْفَعْنِي بِهَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. وعن مالك بن عطية، عن أبيه، عن أبي عبد الله (ع) قال: إذا أخذت من تربة المظلوم ووضعتها في فيك فقل: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذِهِ التُّرْبَةِ، وَبِحَقِّ الْمَلَكِ الَّذِي قَبَضَهَا، وَالنَّبِيِّ الَّذِي حَضَنَهَا، وَالإمَامِ الَّذِي حَلَّ فِيهَا، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ لِي فِيهِ شِفَاءً نَافِعاً، وَرِزْقاً وَاسِعاً، وَأَمَاناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ وَ دَاءٍ. فإنه إذا قال ذلك وهب الله له العافية و شفاه. ونسألكم الدعاء . |