» شهادة الإمام الباقر (عليه السلام)   » ذكرى شهادة الإمام الجواد عليه السلام   » خليفة الله (1)   » من سيرة الإمام الرضا عليه السلام   » ديّان دينه (2)   » السؤال مفتاح المعرفة   » ديّان دينه (1)   » سألت الرضا عليه السلام   » الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف رحمة الله الواسعة (4)   » باب الله (4)  


08/06/2011م - 10:03 ص | عدد القراء: 4905

هل يجوز اللجوء لقراءة الكف والتنجيم بغرض التسلية؟ وهل يجوز اللجوء بجدية مع التعويل على هذه الطرق ؟

قراءة الكف والتنجيم

إجابات على محاور مختلفة نُشرت في جريدة يوميّة كويتية

س1 : هل يجوز اللجوء لقراءة الكف والتنجيم بغرض التسلية ؟
س 2 : هل يجوز اللجوء بجدية مع التعويل على هذه الطرق ؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وآله الطّاهرين ، واللعنة على أعدائهم أجمعين 


يمكننا القول أنّ الجامع لآراء أغلب فقهاء الإماميّة هو جواز اللجوء للمنجّم أو قرّاء الكف بغرض التسلية ، بشرط أن لا يؤدّي ذلك إلى محذور شرعي كترويج الباطل وإفشاء الخرافات والأباطيل في المجتمع الإسلامي مثلاً ، ولا يجوز التعويل وترتيب الأثر على الإخبارات والتكهّنات والعمل بناءً عليها في كلّ الأحوال ، خصوصاً إذا تعدّى تريب الأثر إلى السّلوكيّات والتعاملات وما أشبه ، ولاشكّ في أنّ هذا النوع من التعويل يصطدم مع المرتكزات والأسس الإسلاميّة الحقّة ، وأمّا نفس المنجّم والقارئ فلا يجوز له الإخبار بصورة قاطعة ، وإنّ عمله مُحاط بالإشكالات الشرعيّة ، وقد صرّح الفقهاء بحرمة التنجيم مطلقاً .

وتلتقي مسألة قراءة الكف بالكهَانة والتنجيم المعنونة في كتب الفقه من جهة الإخبارات الغيبيّة بالطّرق الخاصّة ، فالكهانة هي أن يخبر الكاهن ببعض الحوادث المستقبلية أو ببعض المغيبات في الزمن الحاضر بزعم أنها أنباء متلقّاة عن الجن ، وهي من المحرمات أيضاً ، واستظهر بعض الفقهاء جواز إخباره ببعض الأمور المغيبة استناداً إلى مقدمات وإمارات خفية إذا اعتقد صحتها أو حصل له الاطمئنان منها .

وأمّا التنجيم فهو اخبار المنجم عن حوادث الكون والرخص والغلاء والحرب والسلم والصحّة والسّقم استناداً إلى حركة الأفلاك وأوضاع الكواكب والنجوم ، معتقداً إن هذه الحركات والأوضاع مؤثرة في الكون وفي تسيير حوادثه ، وهو من المحرمات إذا اعتقد قائلها بذلك ، وواضح أن هذا الإعتقاد يتنافى مع مقررات الإسلام ..

 

وينبغي الإشارة إلى أن المصطلح القديم للتنجيم يختلف عنه اليوم ، فالتنجيم المحرّم هو ما ذكرناه ، أما المنجم والفلكي اليوم فله طرقه العلمية الدقيقة التي تعتمد الآلية المتطورة في حساب حركته الزمنية فلا تشمله هذه الروايات . وقد نهى النبي ( ص ) عن سماع قول المنجم ، قال ( ص ) : من صدق كاهنا أو منجما فهو كافر بما أنزل الله على محمد ( ص) ، وفي وسائل الشيعة : قال (ع) : المنجم كالكاهن والكاهن كالساحر ، والساحر كالكافر ، والكافر في النار .

وفي كتاب الإحتجاج عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله (ع) في حديث أن زنديقا قال له : ما تقول في علم النجوم ؟ قال : هو علم قلت منافعه ، وكثرت مضاره ، لا يدفع به المقدور ، ولا يتقي به المحذور ، إن خبر المنجم بالبلاء لم ينجه التحرز من القضاء ، وإن خبر هو بخير لم يستطع تعجيله ، وإن حدث به سوء لم يمكنه صرفه ، والمنجم يضاد الله في علمه بزعمه أنه يرد قضاء الله عن خلقه .

وقد دلّت السّيرة العمليّة للمعصومين (ع) على عدم التعويل على الكهنة والمنجّمين وأمثالهم في الواقع العملي ، بل ودلّت على تعمّد مخالفتهم ثقة بقضاء الله تعالى وقدره ، فهو سبحانه الذي بيده الخير والشر ، وهو عالم الغيب والشهادة ، وهو الذي يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب ..

 

ففي أمالي الشيخ الصدوق : عن عبد الله بن عوف بن الأحمر ، قال : لما أراد أمير المؤمنين ( ع ) المسير إلى النهروان أتاه منجم ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، لا تسر في هذه الساعة ، وسر في ثلاث ساعات يمضين من النهار . فقال له أمير المؤمنين ( ع ) : ولم ذاك ؟ قال : لأنك إن سرت في هذه الساعة أصابك وأصاب أصحابك أذى وضر شديد ، وإن سرت في الساعة التي أمرتك ظفرت وظهرت وأصبت كل ما طلبت . فقال له أمير المؤمنين ( ع ) : تدري ما في بطن هذه الدابة ، أذكر أم أنثى ؟ قال : إن حسبت علمت . قال له أمير المؤمنين ( ع ) : من صدقك على هذا القول كذب بالقرآن ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ) ما كان محمد ( ص ) يدعي ما ادعيت ، أتزعم أنك تهدي إلى الساعة التي من سار فيها صرف عنه السوء ، والساعة التي من سار فيها حاق به الضر ؟ من صدقك بهذا استغنى بقولك عن الاستعانة بالله عز وجل في ذلك الوجه ، وأحوج إلى الرغبة إليك في دفع المكروه عنه ، وينبغي له أن يوليك الحمد دون ربه عز وجل ، فمن آمن لك بهذا فقد أتخذك من دون الله ندا وضدا . ثم قال ( ع ) : اللهم لا طير إلا طيرك ، ولا ضير إلا ضيرك ، ولا خير إلا خيرك ، ولا إله غيرك . ثم التفت إلى المنجم ، فقال : بل نكذبك ونخالفك ، ونسير في الساعة التي نهيت عنها  .

 

وفي بحار الأنوار :  ثم أقبل على الناس فقال : أيها الناس إياكم والتعلم للنجوم إلا ما يهتدى به في ظلمات البر والبحر إنما المنجم كالكاهن والكاهن كالكافر والكافر في النار أما والله إن بلغني أنك تعمل بالنجوم لأخلدنك السجن أبدا ما بقيت ولأحرمنك العطاء ما كان لي سلطان . ثم سار في الساعة التي نهاه عنها المنجم فظفر بأهل النهر وظهر عليهم ثم قال : لو لم نسر في الساعة التي نهانا عنها المنجم لقال الناس : سار في الساعة التي أمر بها المنجم فظفر وظهر أما إنه ما كان لمحمد صلى الله عليه وآله منجم ولا لنا من بعده حتى فتح الله علينا بلاد كسرى وقيصر أيها الناس توكلوا على الله وثقوا به فإنه يكفي ممن سواه .

 

4/11/2006



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «1»

29/02/2012م - 12:24 مسيد عدنان آل أحمد الحسني - العراق
ان لجوء الكثير من الناس تجاه هذا الامر هو بسبب الظلم أو الفقر أو نتيجة الجهل والعزوف عن الدين , كذا ما يتواصل من ردة فعل نتيجة هجر العلم .



اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:  
عدد الأحرف المتبقية: